Nostalgic Story Teller has moved from blogger to wordpress!

You should be automatically redirected in 3 seconds. If not, visit
http://hilalchouman.wordpress.com
and update your bookmarks.

Nostalgic Story Teller 2

Selected texts from the old "nostalgic story teller" blog

" كيف تخبرني أنـَّك وحيد وأنَّ الشمس لا تشرق لك؟ دعني أقدْكَ يداً بيد داخل شوارع لندن. سأريكَ شيئاً لأجعلك تغيِّر رأيك."
من أغنية لـ"رالف ماك تـِلْ"
***
طابق ثانٍ وجناحان

في الطابق الثاني من الباص، تجلس. لحظةَ تعلو، تمتلك عالماً متخلياً وتتضخم لديك المقاييس. تخاف استدارات الباص. تتأكد لثوانٍ أنه سيرتطم بالسيارة القادمة قبل أن يخيب توقعك. وأنتَ في الأعلى، لا تثق بالسائق. لا زلْتَ لا تعرف الكثيرهنا. لا زلْتَ تخطئ وتفتح باب السائق الأمامي الأيمن في سيارة رفيقك. لا زلْتَ تنظر للجهة الخاطئة من الشارع. لا تعرف كيف يبدأ نهارك وكيف ينتهي. لا تعرف حتّى إن حلّ الصيف أو انتهى الشتاء. فالشمس لا زالت حاضرة مع الريح الباردة، والحمام الأوروبي الوقِح يتـَناتـَش بقايا شطيرة في وسط الشارع غير آبه لرذاذٍ صيفيّ، أو لباصٍ قادم إلاّ في اللحظة الأخيرة. الشطيرة تستحق فعلَ المخاطرة إن وُجِدَ الجناحان.
***
عرب في المكان

هنا مساحة لاختلاط أجساد غريبة لا يجمعها إلاّ المكان. السعودي يتحدّث عن فعل التلاعب الموسمي بالأسهم السعودية من أشخاص معروفين بالإسم. الأردني يخبِرُ عن أمه المريضة بالمرض القاتل وعن فقدانه للكثير من شعر مقدمة رأسه وابيضاض جانبيه لحظةَ زارها. أما الفلسطيني، فيستفيض لتأكيد أنّ العلاقات الداخلية الفلسطينية أعقد من التعميم المنصِف، ولا يتوانى عن توزيع الهامبرغر المجاني، دعوات العشاء، دعوات لصالونات الحلاقة، والواقيات الذكرية المجانية لإلهاء طلاب الجامعة عن المحاضرة الإسرائيلية مساء هذا اليوم.
***
اندماج

في مطاعم البيتزا السريعة، ملصقات لتجمعات إسلامية، لحفلات الأناشيد القادمة لعماد رامي، ولحلقات نقاش عن انتشار الأسلحة بين أيدي المراهقين. قرب الملصَقات تمر المحجبات الباكستانيات وهنّ يلبسْنَ "النص كم" ببساطة ويرافقْنَ المنقّبات حتى الجامعات. في الجامعات، المسلمون مجتمعان: سني وشيعي. ينأيان بأنفسهما عن أيّ موقف داعمٍ واضح لأيّ قضية يمكن أن يوسمهم بالإرهاب. يحاولان الاندماج بالمجتمع الانكليزي. ينجحان ببطءٍ مجتمعـَيْن، وينجحان أسرع لمّا ينفصلا.
***
صينيون في مكان بديل

الصينيون في انكلترة. انكلترة كبديل عن مكان لم يصلوه: أميركا. يجهدون في تعلم الانكليزية. ينجحون ويفشلون. أحدهم لا زال يـُشعـِر زميله الانكليزي بأنه يختنق كلما تحدَّث اللغة. أما الانكليزي فلا يزال يخطئ بدوره في توقع عمر مخاطبِه الصيني. تباعاً، تستعيد الذاكرة نظريّة مفادها أنّ الصينيين يتأخـّرون ليهرمون.
***
قلقيلية

المستشفى. يدخل الطبيب. لبانته تسبقه وتخفف من وَطْء بذلته الرسمية على المرضى. يضحك وهو يعلك اللبانة. يسأل عن مكان الولادة. "بيروت". يبتسم. يقول أنه ذهب إلى إسرائيل وعاش في قلقيلية. "هل تعرف قلقيلية؟"، يسأل. "مكان رائع"، لا ينتظر الإجابة. يود أيضاً الذهاب إلى لبنان وسوريا لولا "الأختام الإسرائيلية على جوازه". يضيف أن تلك الأختام لم تمنعه من دخول الأردن. ينظر إلى ملف المريض، يضحك ضحكته الرتيبة ويعيد علك لبانته بإصرار ويلتفت قبل أن يرحل قائلاً: "من يدري؟ قد تراني في لبنان قريباً".
***
بريد إلكتروني

تفتح البريد الالكتروني وتجدُ أنك اخترْتَ لتربح جوائز وهمية من دون أن تعرف. لا يزال بنك أفريقيا الجنوبية يعلمكَ بالمبلغ المليوني الذي ورثته على حين غرّة، أو بالشخص المجهول الذي يحتاج لمساعدة طبيّة عاجلة ويسأل انسانيتكَ أن تمنحه إياها. لا تزال حتّى تتلقى إعلان القوات اللبنانية الالكتروني الذي يزدان بصورة لراقصة تركية يدعونَك فيه لليلة "شرقية" راقصة في تولوز بجنوب فرنسا.
***
في حقيبة واحدة

تـُترَك أنفاق المشاة المنخفضة عن الأرض لمن يطأها بلا أدنى اهتمام. تهمَل لترقدَ فيها روائح غريبة من بول الكلاب وعرق عمل النهار، فتعرِّف هويتها. يجلس الشحاذ في باحة تقاطع الأنفاق على المقعد الحجري. لا يتكلم. لا يستجدي. يقرأ فقط في كتاب بلـِّلَتْ صفحاته ثم تركت وحدها لتجف فتعاظم حجمها. وصل الآن إلى الصفحات الأخيرة. يرفع نظره لحظةَ يترك أحدهم قطعة معدنية واحدة أو اثنتين. يشكره. يتابع القراءة للحظات ثم ينبِّش عن شيء ما في حقيبته البنـّيّة الرثـّة. هو يحمل بيته في حقيبة واحدة.
***
سُكْرٌ يتقيّد بالإشارات الضوئية

ليل نهاية الأسبوع. تكاد السيارة أن تدهس قاطع الطريق غير الآبه للإشارات الضوئية. يتراجع في اللحظة المناسبة، يزفر تنهيدة النجاة. تقترب إحدى الفتيات التي خرجت للتو من سهرة نهاية أسبوعها.
"أنظر إلى الإشارات الضوئية. أنظر! تأتون من آخر العالم ولاتفقهون معنى الإشارات. لم تنظر إليّ هكذا؟ هل تظنّ أنني سكرانة. مخطئ. مخطئ ومعتوه أيضاً."
تعود إلى رفيقاتها. يبتعدْنَ وهي تكمل بترنّح: "الغبي يظنني مخمورة."
***
رحيل

لحظة الرحيل يعاد بناء ما تراكـَم، ويتم تجميع ما تبعثر. لا يُشعَر بالمكان إلاّ عندما يـُترَك. تتضخم المقاييس للحظة كما في الطابق الثاني للباص، وتقفز للعين تفاصيل صغيرة ليسَتْ جديدة لكنّها لا تفقد طزاجتها وكأنّها خبِّئَت للحظات الأخيرة. يهطل الرذاذ دائماً بلا إعلان مسبق. في مدن بريطانيا الشتويـّةِ الصّفة أيام الصيف، "يحمل المطر قليلاً من الشفقة والمواساة لبطل منسيّ آخر وعالم لا يكترث". تختم الأغنية.

1 comments:

Anonymous said...

good to see you back with a new look .. u still alive :P

Be fine ,
Heba :)