عندما يعلو الصراخ، أُبقي على جمودي. عندما تكثر الجثث، أتململ. عندما أسمع النشيد الوطني، أجلس. عندما تنهمر الدماء، أطالب الدولة بالاستفادة منها وتكريرها. عندما تكتظّ ساحات الشهداء أسفل نافذتي، أغلق الستائر. عندما يُطلَب مني أن أرفع العلم خارجاً، أقفل النافذة. عندما يصلّون لبارئهم يسألونه انتقاماً مقبلاً، أدخّن سيجارة. عندما أكتب بيانَ ثورة، يتجشّأ طفلي حليباً عليه. عندما أحاول كتابة نصٍ جديد، ينتهي إلى مجموعة من علامات الوقف. عندما أقرأ الشتائم البذيئة للشاعر المناضل، لا أندهش. عندما أقرأ الملاحق الثقافية، أجدني أمام نشرة أخبار البارحة. عندما تحين ذكرى أحدهم، أشتري سيرته الذاتية وأحرقها. عندما أبتسم وأدير ظهري له، يعود إلى شحذ السكين. عندما أستمع لثنائية العنف والحضارة، أبتسم. عندما يحدثني أحد عن المبادئ، أضحك. عفواً، قصدْتُ أقهقه. عندما ينكزني الطفل المسلَّح، أفتح له كفاً مملوءة بالسكاكر الملوّنة. عندما يصوِّب المسلّحون رشاشاتهم نحوي، أجابهُهم بمظلة شتاء مفتوحة، ملونة، مخطَّطة، مصنوعة من النايلون. عندما يتقيّأ أحدهم مذهبَه أمامي، أسدّ أذنيّ وأغني للا لا للا لا للا لا... عندما أقرأ الخبر العاجل، أتذكر مواضيع الإنشاء في الصفوف الابتدائية. عندما يصرخ ذاك الـ (..) من الشاشة، أرشف فقط من كوب الشاي الأسود المزّ. عندما تترك الملابس الخضراء الداكنة حيي، ألحقها، ألمّ الرصاصات الفارغة وراءها، وأجمعها للذكرى. عندما أعود إلى مبنايَ المستهدَف أتلمّس الخروقات وأعنونها: ب ,7 هاون، رشاش، مسدس فردي. عندما ترتفع الأعلام الحزبيّة على عمود الكهرباء القريب، أرمي عليها من شرفتي ماء الغسيل. عندما تبدأ المشاحنات الكلامية بين جاهلين يحملان شهادتين جامعيتين، أصمت. عندما يكثف رصاص الابتهاج، أنتظر أن أُصاب في شرفة المطبخ. وعندما أخرج سالماً من هذا الهيجان الرشّاشاتي، أكتئب. عندما تخلو المدينة من الناس، أعود إلى كنبتي الزرقاء وكتابي. عندما يرتفع صوت التصفيق، أتثاءب. عندما تبدأ مقدمة نشرة الأخبار، أنعس. عندما تصرّح لي بالحب للمرة الأولى بعد المئة على الهاتف، أنام.
0 comments:
Post a Comment